مشاهدة تقرير:ماذا حدث لارسنال؟!!
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتراجع أداء الآرسنال في معظم البطولات التي يشارك فيها مع انطلاق الموسم الجديد إلى الدرجة التي يتلقى فيها الهزيمة تلو الأخرى بشكل صادم ومفزع. فأصاب جماهيره بالإحباط الشديد، خاصة وأنهم كانوا يمنون النفس ببداية قوية هذا الموسم تتيح للفريق اللندني أن يتذوق من جديد طعم البطولات الغائبة تماماً عن خزائنه منذ عام 2005، آخر الأعوام السعيدة على الفريق الملقب بالمدفعجية عندما توّج بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي عقب فوزه على مانشستر يونايتد في النهائي بركلات الترجيح (5-4) عقب تعادل الفريقين في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف.
فمنذ بداية الموسم الحالي "2011-2012" خاض الفريق إحدى عشر مواجهة متفاوتة القوة خسر أربع منها "كلها كانت في الدوري" وتعادل في مواجهتين وفاز في خمس، ففي الدوري الإنكليزي الممتاز جاءت انطلاقة كتيبة المدرب الفرنسي آرسين فينغر كارثية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى حيث تعادل الفريق في المرحلة الأولى خارج ملعبه أمام نيوكاسل بدون أهداف ثم سقط في عقر داره "ملعب الإمارات" أمام ليفربول بهدفين دون رد، قبل أن يلقى هزيمة مدوية وتاريخية أمام منافسه وغريمه اللدود مانشستر يونايتد بثمانية أهداف مقابل هدفين في الأسبوع الثالث في المسابقة، ولكنها كانت هزيمة غير مزلزلة إذ لم يحدث أي تغيير في إدارة الفريق، فاستمر فينغر على رأس الإدارة الفنية واحتفظ جميع اللاعبين بأماكنهم دون أي تغيير يذكر، ليحققوا فوزاً باهتاً على سوانسي الصاعد حديثاً للدوري الإنكليزي بهدف دون رد، قبل أن يعود وينتكس الفريق مجدداً بسقوطه خارج ملعبه أمام بلاكبيرن (3-4)، ثم انتفض الفريق وحقق أفضل نتائجه هذا الموسم بالفوز على ضيفه بولتون بثلاثية نظيفة، ثم عاد وانتكس مجدداً وسقط بعنف أمام جاره وغريمه اللدود توتنهام بهدفين مقابل هدف.
وكان طبيعياً عقب كل هذا التراجع أن يتقهقر ترتيب المدفعجية على لائحة جدول ترتيب فرق المسابقة، فأصبح في المركز الـ15 برصيد سبع نقاط فقط بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد صاحب الصدارة، ليصبح مجرد التفكير في منافسة آرسنال على لقب الموسم الحالي ضرباً من ضروب الخيال وأمراً مستحيلاً، بل أن الكثيرين من عشاق وجماهير الفريق أصبح يخشى بشدة عليه من أن يواجه هذا الموسم خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة منذ صعود الفريق للدوري الممتاز عام 1919.
على صعيد دوري أبطال أوروبا جاءت أيضاً انطلاقة الفريق باهتة، إذ كاد أن يسقط في فخ أودينيزي الإيطالي الذي واجهه في الدور الثالث من البطولة، حيث حقق الآرسنال فوزاً هزيلاً في لندن بهدف دون رد ثم فاز بشق الأنفس في إيطاليا بهدفين مقابل هدف في مباراة كان المدفعجية متأخرين فيها حتى الدقيقة 55 بهدف قبل أن ينتفض الفريق ويسجل هدفين متتاليين عن طريق الهولندي روبن فان بيرسي وثيو والكوت، فتأهل الفريق لدور المجموعات وأوقعته القرعة ضمن المجموعة السادسة التي ورغم سهولتها، إذ ضمت معه مرسيليا الفرنسي وأولمبياكوس اليوناني وبورسيا دورتموند الألماني، إلا أن بداية الآرسنال فيها جاءت غير مبشرة على الإطلاق حيث تعادل في افتتاح مبارياته أمام دورتموند بطل ألمانيا بهدف لهدف، ثم حقق فوزاً باهتاً على أرضه أمام أولمبياكوس اليوناني بهدفين مقابل هدف في مباراة كان فيها الفريق الضيف هو الأفضل والأكثر فرصاً والأقرب إلى التسجيل طوال الوقت.
نتائج مخيبة وهزائم مدوية وتراجع كبير على الصعيد الفني ومعاناة صعبة جعلت كل المتابعين يسألون سؤالين هامين أولهما هو ماذا حدث للآرسنال وكيف انهار مستواه إلى هذا الحد بعد أن كان أكثر الفرق الأوروبية إمتاعاً وتفوقاً، أما السؤال الثاني فهو إلى أي مدى سيستمر هذا التراجع وما هو الحد الذي سيدرك بعده مسؤولي الفريق أن الافتراق مع فينغر أصبح أمراً حتمياً لامناص منه؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق